e-Learning Ecologies MOOC’s Updates

ابعاد التعلم وانواعها

فالمتعلم في عصر الإنفجار المعرفي يجب أن يتميز بالقدرة على الملاحظة والقياس والتطبيق والتوقع والإستنتاج وتوظيف ما تم تعلمه لحل المشكلات اليومية ، لهذا لم تعد طرق التدريس العادية والمألوفة مناسبة لمواجهة تلك التحديات ، لذلك لا بد أن يتغير الوضع القائم في مدارسنا إلى ما يناسب العصر الذي نعيشه وذلك بإكتساب المتعلمين مهارات وقدرات علمية سليمة فلم تعد المعرفة غاية في حد ذاتها بل أصبحت كيفية الوصول إلى تلك المعرفة واستخدامها والإفادة منها في الحياة هي الهدف الذي تسعى إليه العملية التعليمية.

مفهوم نموذج أبعاد التعلم
يعتبر نموذج أبعاد التعلم ثمرة من ثمرات بحوث شاملة في مجال المعرفة والتعلم في إطار فكري أطلق عليه أبعاد التفكير « Dimension of thinking» ويعرّف بأنه : « نموذج تدريس صفي يتضمن كيفية التخطيط للدروس وتنفيذها وتصميم المنهج التعليمي أو تقويم الأداء للتلاميذ ، ويقوم النموذج على مسلـّمة تنص على أن عملية التعلم تتطلب التفاعل بين خمسة أنماط ( أبعاد ) من التعلم هي: الاتجاهات والإدراكات الإيجابية عن التعلم ،واكتساب المعرفة وتكاملها ، وتوسيع المعرفة وتنقيتها وصقلها وتكاملها ، واستخدام المعرفة بشكل ذي معنى ، واستخدام عادات العقل المنتجة . ( مارزانو ، 1992 م ، ص 12 ومارزانو وآخرون ، 2000 ، ص 7 ).

أنواع أبعاد التعلم في نموذج مارزانو :
ذكر مارزانو ( مارزانو ، 1994 ، ص4) أن عملية التعلم تتضمن وتتطلب تفاعل خمسة أنماط من التفكير أسماها : «أبعاد التعلم « وهذه الأبعاد الخمسة هي نواتج أو سلالة أبعاد التفكير التي توضح كيف يعمل العقل خلال التعلم ، وسنتناول هذه الأبعاد الخمسة بالتفصيل.
البعد الأول : الإتجاهات الإيجابية نحو التعلم
إن الاتجاهات والإدراكات تؤثر في قدرة الطلاب على التعلم سلباً او إيجاباً ، ومن العناصر المفتاحية في التعلم الفعال أن نُكوّن ونُرّسخ إتجاهات وإدراكات إيجابية عن التعلم . لذلك حدد مارزانو جانبين يتم من خلالهما تنمية الإتجاهات الإيجابية نحو التعلم هما:
1-مناخ التعلم
عندما يشعر الطلاب بالراحة والامان ، وأن مكان التعلم آمن ومنظم تتولد لديهم اتجاهات إيجابية نحو التعلم. ومن الأدوات التدريسية التي تُنمي الاتجاهات الإيجابية نحو مناخ التعلم:
أ‌.الإلتفات إلى جميع الطلبة في الصف . مع التركيز على النظر إلى عيونهم .
ب‌.المناداة على الطلبة بأسمائهم الأولى أو المحببة لديهم.
ت‌.الإقتراب من الطلبة بلطف ، ولمسهم بطرق مناسبة ومقبولة .
ث‌.احترام جميع الاستجابات ، وتقدير الجوانب الصحيحة من الإستجابات غير الصحيحة.
ج‌.تقديم التوجيهات والتلميحات الكافية لكي يتوصل الطلبة إلى الإستجابة الصحيحة.
ح‌.إتاحة الوقت الكافي للطلبة للإجابة عن الأسئلة.
خ‌.ترتيب المقاعد والمواد التعليمية داخل الفصل بصورة توفر الراحة للطلبة.
د‌.تحديد فترات الراحة وتنظيمها للطلبة في حال الضرورة لذلك.
2ـ المهام الصفية
تعتبر المهام الصفية ذات أهمية كبيرة وفائدة عظيمة للتلاميذ وإذا توفرت لديهم اتجاهات إيجابية نحو المهام الصفية المكلفين بها فإنه سوف يتم إنجازها بشكل جيد ومثمر. وعلى المعلم مراعاة ما يلي في طريقة تدريسه لتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو المهام الصفية:
أ‌.قيمة العمل أو المهمة
ب‌.وضوح المهمة
ت‌.الإمكانيات
فيشير ( مارزانو وآخرون ، 2001 ، ص 91) إلى أن استخدام طريقة التعلم التعاوني يؤدي إلى تنمية المقبولية والتفاهم بين أعضاء الجماعة وتكوين علاقات شخصية بين التلاميذ ، وبذلك يمكن تولد شعور وإتجاه إيجابي نحو العمل داخل الجماعة لإنجاز المهام.

البعد الثاني : اكتساب وتكامل المعرفة
تعتبر عملية التعلم عملية تفاعلية أساسها بناء المعنى الشخصي من المعلومات المتوافرة في الموقف التعليمي ثم تحقيق تكامل تلك المعلومات بما يعرفه الفرد مسبقاً لبناء معرفة جديدة بالإضافة إلى عمليات التفكير والاستدلال ( البعلي ، 2003 ، ص70).
البعد الثالث : تعميق المعرفة وصقلها
إن الهدف من التعليم الجيد أبعد وأعمق من إكتساب المعرفة وملء العقول بالمعلومات والمهارات فقط وإنما البحث عن هذه المعلومات في الذاكرة وإعادة صياغتها وصقلها.
حدد مارزانو ( مارزانو وآخرون ، 1998م ،ص169) العديد من الأنشطة المعرفية التي يمكن استخدامها لتنشيط التفكير التحليلي لدى المتعلم وهي كما يلي :
1-المقارنة
2-التصنيف
3-الإستقراء
4-الإستنباط
5-تحليل الأخطاء
6-بناء الدليل المدعم
7-التجريد
8-تحليل وجهة النظر
البعد الرابع : الإستخدام ذو المعنى للمعرفة
يتعلم الأفراد بصورة أكثر فعالية عندما يكونون قادرين على استعمال المعرفة لإنجاز المهام والواجبات الجادة التي تتيح لهم استكشاف المصالح الخاصة والمنافع الذاتية.
ذكر ( مارزانو ، 1998م ،ص151) أنه من المهم أن نتذكر أن العمليات التي يقوم بها المتعلم لتنمية التعلم وتعميق المعرفة ليست هدفاً في ذاتها لأننا لا نقارن من أجل المقارنة ذاتها أو نجرد من أجل التجريد وإنما تستخ دم المعرفة إستخداماً ذا معنى بالنسبة لنا حين نقوم بإتخاذ القرار.
يوجد خمسة أنواع من المهام والواجبات تشجع على استخدام المعرفة استخداماً ذا معنى تتمثل في ( مارزانو ، 1992 ، ص 106):

1-إتخاذ القرار
2- الإستقصاء
3- حل المشكلة
4- الإختراع
5- البحث التجريبي

البعد الخامس : عادات العقل المنتجة
إن التعلم الجيد هو الذي يكون هدفه إكتساب المتعلمين المهارات اللازمة لتعلم أي خبرة يمرون بها ، بمعنى تنمية المهارات العقلية للمتعلمين المتمثلة في عادات العقل المنتجة. وحدد ( مارزانو ، 1992م ، ص 181- ص184) عدة عادات عقلية يرى ضرورة اكتسابها من قبل المتعلمين خلال العملية التعليمية تتمثل في :
1-التفكير والتعلم القائم على تنظيم الذات.
2-التفكير الناقد.
3-التفكير والتعلم الإبتكاري.

الخلاصة
يعتبر نموذج أبعاد التعلم ترجمة تطبيقية عملية لمجمل خصائص ومميزات النظريات التربوية التي استمد منها النموذج أبعاده ، والتي تمثل أحدث ما وُجد على الساحة التربوية من نظريات والمتمثلة في نظريات التعلم المتسق مع وظائف المخ والتعلم التعاوني والتعلم المتمركز حول المشكلات . وهذا يقودنا إلى الإعتقاد بأن نموذج أبعاد التعلم من الممكن أن يعين على رفع مستوى التحصيل وتنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلم.

  • Amer Aljohani