e-Learning Ecologies MOOC’s Updates

ابعاد العملية التعليمية

https://youtu.be/QwOBQsjClo0أول هذه الأبعاد: الرؤى والاتجاهات.

وثاني هذه الأبعاد: الحصول على المعرفة ودمجها في البيئة المعرفية للفرد.

وثالث هذه الأبعاد: التوسيع في المعارف وتطويرها.

ورابع هذه الأبعاد: استخدام المعرفة بوعي وبطريقة فعالة.

أما البعد الخامس فهو: العادات العقلية.

وكما تبين من ذلك فإن نموذج أبعاد التعلم يتضمن خمسة أبعاد توضح كيفية عمل المخ أثناء التعلم، وهذه الأبعاد متكاملة ومتداخلة في تفاعلات مركبة لأنواع مختلفة من مستويات التفكير.

البعد الأول: وهو رؤى واتجاهات إيجابية نحو التعلم، حيث تلعب اتجاهات الفرد ورؤيته للتعلم دورًا أساسيًّا في عملية التعلم، وهي المصفاة التي تحكم ما يقبل التلميذ على تعلمه وما يرفضه، فإذا اعتقد التلميذ أن الرياضيات مادة صعبة، وأن قدرته لا تسمح له ولا تمكنه من حل المسائل الرياضية، فإن ذلك ينعكس بالضرورة على تحصيله في الرياضيات وإنجازه ودرجاته فيها، وكذلك اتجاهاته نحوها ونحو درس الرياضيات بصفة عامة.

ولذلك فإن من مهام المعلم أثناء التدريس وفي حصة الرياضيات تغيير نظرة التلميذ إلى قدراته في مادة معينة، وتغيير مشاعره وإعطائه الثقة وتشجيعه على التعلم وتيسير عملية التعلم له، واستخدام أساليب تدريسية متنوعة وإعطائه أمثلة سهلة، حتى يجذب التلميذ نحو عملية التعلم، وعندئذ سوف تتغير اتجاهاته نحو تلك المادة وتتغير نظرته أيضًا بالضرورة، وبالتالي يتحسن إنجازه وتتقدم تقديراته، بل وقد يصل إلى حب تلك المادة ويتفوق فيها، وهذا هو دور أساسي ودور سحري لموقف وبيئة وعملية التدريس، ولذلك فإن التدريس يعد فنًّا كبيرًا ويعتمد على خطوات ومراحل، ويحتاج إلى معلم فيه تلك المهارات التي يمكن أن تسهم في تغيير اتجاهات وميول الطلاب.

على عكس معلم آخر ينمي عدم الثقة في الطلاب، ويبين لهم أن المحتوى صعب وأن المادة صعبة، لذلك فإن الطلاب ييأسون فيما بينهم وبين أنفسهم، بعد أن يسمعوا من المعلم أن المادة صعبة وأنها مادة تحتاج إلى جهد وفكر عقلي عال، وأنهم ليس فيهم هذا المستوى من التفكير والاستعدادات، لذلك فهم يحجمون عن حب هذه المادة، وقد يتجهون وقد يأخذون نحوها اتجاها سلبيا أيضًا، ويتم التنويع في هذه المرحلة من خلال قياس قدرات التلاميذ والتعرف على اتجاهاتهم؛ لمحاولة بناء الثقة بالنفس وخلق دافعيتهم للتعلم بطرق مختلفة، وحفز تلك الدافعية وفقا لميولهم واستعداداتهم.

البعد الثاني: فهو الحصول على المعرفة ودمجها في البنية المعرفية للفرد، حيث تنظر الآراء التقليدية إلى عملية التعلم على أنها عملية سلبية من جهة المتعلم، فهو فقط يتلقى المعلومات من المعلم، متمشيا مع ذلك، يعتبر التدريس عملية إلقاء معلومات وحشو أدمغة التلاميذ بالحقائق والأرقام، ويعتقدون أنه بنهاية الدرس يحصل كل التلاميذ على نفس القدر من المعلومات، وبنفس درجة فهم المحتوى الذي ألقاه عليهم المعلم.

وعلى العكس تنظر الاتجاهات الحديثة في التعليم والتعلم إلى عملية التعلم على أنه عملية تفاعلية، تعتمد على فكرة أن بناء المعرفة وتكوين المعنى من المعلومات -التي يحصل عليها الفرد- تتم بطريقة ذاتية داخل مخ الإنسان، ثم يتم دمج هذه المعرفة ذات المعنى مع ما يعرفه الفرد من قبل، لتتكون بذلك معان جديدة ومعرفة جديدة، وتنويع هذا البعد يتمثل في التعرف على قدرات واستعدادات التلاميذ ومعلوماتهم، أو خبراتهم ومعرفتهم السابقة في الموضوع المطروح أي موضوع الدرس، بحيث يخطط المعلم تدريسه بدرجات متفاوتة من العمق أو الصعوبة، ليساعد كل تلميذ في حدود احتياجاته أن يُكون المعارف ذات المعنى، الذي يمكنه استخدامها في حياته اليومية بسهولة وفهم، أي يساعد المعلم التلميذ على دمج المعلومات الجديدة في بنيته المعرفية السابقة، بحيث لا ينسى هذه المعلومات بل ويستخدمها وقت أن يريد وفق متطلبات الحياة اليومية.

البعد الثالث: في نموذج أبعاد التعلم فهو التوسيع في المعارف وتطويرها، حيث يعمل تفكير الإنسان بصورة مستمرة على تطوير ما يعرفه والاستزادة منه، فالمعرفة لا تتوقف عند حد معين، وإذا حاول الفرد الاستمرار في التعلم فلا بد من حدوث تغير في معارفه وأبعاده عمقا واتساعا، وقد يحدث هذا التغيير بسرعة أو قد يستغرق فترات طويلة، وتنويع هذا البعد يتطلب استخدام استراتيجيات وأنشطة، تساعد التلاميذ على إحداث هذا التغيير في معارفهم ومعلوماتهم، وعند الحديث عن تنظيم الفهم فإن هناك أمثلة عديدة ومداخل وأساليب واستراتيجيات، يمكن أن تساعد على كيفية المشاركة وكيفية التنفيذ لتوسيع المعارف وتطويرها.

البعد الرابع: فهو استخدام المعرفة بوعي وبطريقة فعالة، فنحن جميعا نحصل على المعرفة ونتعلم المهارات المختلفة بهدف استخدامها في حياتنا اليومية استخداما فعالا ومؤثرا، وهذا الاستخدام الواعي للمعرفة يتطلب مستوى من التفكير الذي استخدم في البعد الثالث، بهدف تعميق وتوسيع المعارف والمهارات وتطويرها، ولتحقيق هذا البعد يحتاج الفرد إلى مستويات عليا من التفكير، مثل: التطبيق بمعنى استخدام المعلومات في مواقف جديدة، والقدرة على التحليل للمواقف وللمعلومات والمعارف، والتعرف على ما يصلح منها ومن مكوناتها في كل موقف، كما يتطلب استخدام المعرفة بوعي القدرة على تقييم الآداءات والآراء؛ لمعرفة مدى الإفادة من المهارات والمعارف، وقد يرتقي التفكير إلى مستوى الإبداع والابتكار، حيث يستخدم الفرد معلوماته ومهاراته بطرق مبتكرة وإبداعية، وتنويع هذا البعد يتم من خلال تصميم أنشطة متدرجة في المستوى، أو تتماشى مع المستويات المختلفة للتفكير.

البعد الخامس: وهو العادات العقلية، فلا جدال أن كل فرد له عاداته الذهنية التي نمت معه منذ الطفولة، وقد تنمو هذه العادات وقد تتطور ولكنها تؤثر على سلوكيات الفرد واتجاهاته، وبعض هذه العادات تتصف بالسلبية وهي تؤثر سلبًا على إقبال وتقبل الفرد للتعلم، بينما بعض تلك العادات الذهنية تتصف بالإيجابية المنتجة والفعالة، وتؤثر إيجابيًّا على التعلم، ومن هذه العادات الذهنية تقبل النقد بل والترحيب به أيضًا ما دام نقدا بناء، والإصرار على دقة التفاصيل في المعلومات والبحث عن الجديد والمثابرة على الإنجاز، والنقد لكل ما يسمع أو يقرأ، والتأني في اتخاذ القرارات والتطوير المستمر.

أما المكون الثالث من مكونات عملية التدريس فهو المنتَج التعليمي، وهو كل ما يكون التلاميذ قادرين على معرفته وأدائه بعد مرورهم بالخبرة التعليمية، أو الموقف التعليمي، لذلك يمكن القول أن ما يتوقعه المعلم من التلاميذ يتوقف حول سؤال أساسي يطرحه المعلم على نفسه، وهو: ماذا أتوقع من تلاميذي أن يعرفوه أو يقوموا به، أو يقوموا بأدائه وفعله بعد أن أشرح لهم هذا الدرس؟ على سبيل المثال فقد يكون الناتج المتوقع هو إتقان المعلومات، أو المهارات المرتبطة ارتباطا مباشرا بمحتوى معين، وقد يكون الناتج مرتبطا بتطبيق المعرفة على موضوعات تمكنهم من تحليل ما تعلموه بعمق أكبر، أو أن يندمجوا في توسيع معرفتهم بأحد الأبعاد الخمسة التي سبق الإشارة إليها في تنويع العمليات، أو قد يكون الناتج هو تنمية مهارات التوجيه الذاتي لدى المتعلم، فيكون دور المعلم هو اختيار مهمة ذات معنى وتعميقها لتعزز فهم التلاميذ للمعلومات.

إذًا فالمنتج هو ما قام المتعلم باكتسابه وتعلمه نتيجة موقف التدريس، ويتنوع هذا المنتج إما بكلام أو معلومات معرفية يستدعيها المتعلم عند الضرورة، أو يتنوع إلى مهارات حركية يقوم بأدائها، أو اتجاهات وجدانية قد أخذها تجاه أمر أو قضية معينة، وفيما يرتبط بتنويع بيئة المتعلم فبيئة التعلم هي المنظومة الفكرية، والممارسات العملية التي تتضمن المدخلات والعمليات والإجراءات، اللازمة لخلق موقف معين يحدث فيه التدريس والتعلم بفاعلية، وتتضمن مدخلات بيئة التعليم والتعلم المدخلات البشرية وهي التلميذ والمعلم، وكذلك مدخلات مادية كالمدرسة بفصولها وأثاثها وأجهزتها وتجهيزاتها والمنهج، وبيئة التعلم هي المكان الذي يتواجد فيه التلاميذ مع معلمهم، يخططون وينفذون معا برنامجا تعليميا وتربويا، هذا المكان قد يكون حجرة الدراسة أو المعمل أو المكتبة أو حجرة النشاط، أو الملعب أو المسرح أو قاعة المحاضرات، أو في شيء ميداني في واقع الحياة، كمدينة أو معمل أو مزار أو متحف أو مكتبة قومية أو غير ذلك.

ويقصد ببيئة التعلم أيضًا جميع العوامل المؤثرة في عملية التدريس، والتي تسهم في تحقيق مناخ جيد للتدريس والتعلم، يجري فيه التفاعل المثمر بين كل من المعلم والمتعلم والمادة الدراسية، وتيسر أداء المعلم برسالته وتزيد من اعتزاز المتعلم بمدرسته، وفهمه للمحتوى الذي تم تدريسه له، ولعل من النماذج الحديثة لتصميم بيئة التدريس والتعلم هو مواقع الطلاب داخل الفصل الدراسي، وأيضًا الإمكانات المتاحة داخل الصف الدراسي، والتكنولوجيات التعليمية من حيث تكنولوجيا التعليم والمعلومات المتاحة داخل الفصل الدراسي كذلك، ويؤثر في بيئة التدريس والتعلم ثلاثة عوامل هي: العوامل التربوية والعوامل الفيزيائية والعوامل الاجتماعية.

أما العوامل التربوية فهي تشير أو تتضمن الكتب والمراجع والوسائل التعليمية، وأساليب التدريس والامتحانات والتقويم وإدارة الفصل. والعوامل الفيزيائية تتضمن موقع المدرسة وكذلك وسائل الانتقال أو المواصلات، وكذلك الأمور المرتبطة بالفنيات والأبعاد الجمالية والزينة للمدرسة والحديقة والملاعب، وأيضًا مكتبة المدرسة ومركز مصادر التعلم بها والمرافق، والتجهيزات التكنولوجية والمعملية والمدرسية المتاحة. أما العوامل الاجتماعية فهي تتضمن التفاعل الاجتماعي داخل المدرسة، والانضباط والنظام والتوجيه والإرشاد، وكذلك العلاقة بين المدرسة وبين أولياء الأمور للتلاميذ، فتنويع بيئة التعلم يتطلب تنظيم بيئة الفصل بأساليب متعددة ومتنوعة، تبعا لاستراتيجيات التدريس المختلفة، كما يتطلب وجود أماكن للعمل بشكل هادئ للتلاميذ الذين يفضلون العمل في هدوء أو بمفردهم، مع وضع تعليمات واضحة للعمل في المستقبل، بما يلبي احتياجات التلاميذ الفردية.

ويتطلب أيضًا وجود أماكن تتيح وتشجع التعاون بين التلاميذ أثناء التعلم، مع إمكانية التحرك الكامل والتام للمعلم والتلاميذ بين المجموعات أثناء التعلم، كما تزود بيئة الفصل الدراسي أيضًا بمواد تعكس تشكيلة متنوعة ومتكاملة من الاهتمامات والثقافات، وتلبي الاحتياجات العلمية والمعرفية من حيث الإبداع والابتكار والبحث والتعلم للتلاميذ، أما فيما يرتبط بتنويع طرق وأدوات التقويم؛ فالتقويم يقصد به الحكم على فعاليات العملية التعليمية، وعلى المواقف التعليمية وعلى النتائج والمخرجات، ومدى تماشي هذه المخرجات ومسايرتها للأهداف المنشودة، وقدرة المعلم على تفسير تلك النتائج ومعرفة أسبابها كما ونوعا. لذلك فمن الأهمية بمكان عند تنويع التقييم أن يستخدم المعلم أساليب متعددة، تتيح له معرفة ما أنجزه التلاميذ، هذه الأساليب يتم تحديدها في ضوء الأهداف المحددة، وفي ضوء المهام والأنشطة التي قام بها التلاميذ، وأيضًا في ضوء الاختلافات بينهم، فيجب أن تتفق أساليب التقييم مع مستويات التلاميذ واستعداداتهم واهتماماتهم ومستوياتهم وذكاءاتهم وأنماط تعلمهم، كما يجب أن يشارك التلاميذ في عملية التقييم، فيتاح للتلميذ الفرصة للتقييم الذاتي أو تقييم زميله أو تقييم مجموعة من الزملاء، كما ينبغي أيضًا استخدام التكنولوجيا تدعيم التنويع في التدريس، ومن هذه التكنولوجيات: الوسائط السمعية والبصرية والتكنولوجية المختلفة

  • Amer Aljohani